البركات

ما أعظمه خبر، هذا الخبر السار الذي يعلنه لنا الوحي.. “حول لأجلك الرب إلهك اللعنة إلى بركة لأن الرب إلهك قد أحبك” (تث 5:23).

أحبنا .. يحبنا .. يحبنا بلا حدود… ما أمر نتائج الخطية… الخطايا تأتي باللعنات القاسية… لكن ما أعظم محبة الرب، ما أحن قلبه.. أتى إلينا في حب مدهش وصلب بديلا عني، وبديلا عنك أيها القارئ لكي يغفر خطاياك.. لكي يزيل عنك اللعنات.

من جهة الخطايا… لقد حملها وهو على الصليب… الوحي يعلن لك هذا النبأ العظيم، “لقد صار خطية لأجلنا لنصير نحن بر الإله فيه” (2كو 21:5)…

ومن جهة اللعنات.. حملها الرب أيضا حينما مات لأجلك، والوحي يؤكد لك أيضا هذا النبأ المفرح جدا لقلوب المؤمنين “المسيح افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا” (غلا 13:3)…

تأمل، الرب قد صار “خطية لأجلنا” وأيضا “لعنة لأجلنا”!!

يمكنك أن تقول واثقا الرب أحبني، صار خطية لأجلي… الرب أحبني، صار لعنة لأجلي… الرب أحبني، أتى ليغفر آثامي… أتى ليزيل لعناتي…

لكن يا لها من مأساة مريعة، أن يموت الرب لأجل كل النفوس، ثم يدعوها بإلحاح لتأتي إليه لكي يغفر لها خطاياها ويزيل عنها لعناتها ويقودها في طريق البركات الثمينة.. فترفض ولا تأتي…

يا لها من مأساة، أن تعلم أن الرب مات لأجلك ثم لا تأتي إليه بقلبك كي تحيا معه…

دعني أصارحك، الحياة التي ليس الرب مركزها، حياة الإثم لن تقودك فقط في النهاية إلى البحيرة المتقدة بالنار والكبريت بل أيضا ستأتي لك “بشدة وضيق” (رو 9:2) في هذه الحياة…

نعم، حياة الخطية، الحياة البعيدة عن دم يسوع المطهر (1يو 7:1) وعن النعمة المخلصة  تأتي باللعنات… وليست اللعنات في المجال النفسي فقط، كضياع الإحساس بالأمان وفقدان السلام والفرح بل أيضا قد تشمل مجال الجسد والمادة…

وليس صحيحا ما يقال أن الضربات المادية والجسدية قد توقفت بمجيء العهد الجديد، إنما الصحيح أنه قد صار بإمكان أي شخص أن يحمي نفسه من التعرض للعنات في كلا المجالين النفسي والمادي.

فخلاص الرب مقدم لكل منا…

لقد أتى الرب إلى أرضنا، وصار “لعنة لأجلنا” (غلا 13:3)، ليفتدينا من جميع اللعنات النفسية والجسدية… ولكن التمتع بهذا الفداء من اللعنات هو أمر مثله مثل غفران الخطايا لا يحظى به سوى من يأتي للرب، واثقا فيه مسلما له الحياة…

فلا تزال هناك لعنات ما دامت هناك نفوس لا تنتفع من فداء الرب، لا تحيا له ولا تحتمي بدمه وليس لها الإيمان الحقيقي الذي تشهد له أعمالها…

فالرسول بطرس في رسالته الثانية يحدثنا عن “أولاد اللعنة” (2 بط 14:2) مما يؤكد استمرار اللعنات في العهد الجديد على كل من لا يؤمن إيمانا حقيقيا…

وسفر الرؤيا يؤكد إن اللعنات لن تختفي من البشرية إلا بعد أن تمضي الأرض والسماء الجديدة آنذاك يقول سفر الرؤيا” ولا تكون لعنة ما في ما بعد” (رؤ 3:22).

تأمل أيضا هذه الكلمات التي قالها الرب يسوع عن مدينة أورشليم “فإنه ستأتي أيام ويحيط بك أعداؤك بمترسة ويحدقون بك ويحاصرونك وبنيك فيك ولا يتركون فيك حجرا على حجر… لأنك لم تعرفي زمان افتقادك” (لو 43:19، 44)…

هذه الكلمات التي تتحدث عن ضربات مادية قد تحققت بالحرف الواحد بعد 40 عاما من صلب الرب، أي بعد أن انتهى العهد القديم وبدأ العهد الجديد بسنوات…

تأمل أيضا الكلمات التي سمعها يوحنا الحبيب في رؤياه، لقد سمع الإله يقول لمؤمنين في العهد الجديد “اخرجوا منها (من بابل) يا شعبي لئلا تأخذوا من ضرباتها… في يوم واحد ستأتي ضرباتها موت وحزن وجوع وتحترق بالنار” … (رؤ 4:18، 8)

وهكذا، فليس صحيحا ما يقال من أن الضربات المادية كانت قاصرة على العهد القديم، هذا قول لا يستند على أي دليل كتابي…

دعني أؤكد لك أن الاستسلام للخطية والحياة بعيدا عن الرب قد تأتي أيضا بالضربات المادية إلى جانب الآلام الروحية والنفسية… لقد أفصح الرسول بولس لمؤمنين مدينة كورنثوس عن السبب وراء الضربات التي أصابت أجسادهم فقال إنها حياتهم المستهترة… لقد كتب لهم قائلا: “فيكم كثيرون ضعفاء ومرضى وكثيرون يرقدون (يموتون)… لأننا لو كنا حكمنا على أنفسنا لما حكم علينا” (1كو 30:11، 31).

وشواهد أخرى من الكتاب المقدس تؤكد استمرار الضربات المادية والجسدية في العهد الجديد على الذين لا يحتمون بفداء الرب… وكمثال اقرأ ( لو 1:13-5، يو 14:5، رؤ 22:2).

وكما أن الضربات المادية ليست قاصرة على العهد القديم هكذا أيضا البركات المادية.

فمثلما يأتي الاستسلام للخطايا بضربات مادية قد تؤذي الأجساد، كذلك أيضا تأتي الحياة مع الرب يسوع ببركات مادية إلى جوار البركات الروحية التي لا تقدر بثمن.

إن اهتمام الرب يسوع بشفاء الأجساد أمر واضح… ولم تكن معجزات الشفاء التي قام بها لتأكيد إلوهيته فقط بل أيضا لأنه كان يتحنن على النفوس المريضة..” فتحنن يسوع مد يده ولمسه “(مر 41:1).

“فتحنن عليهم وشفى مرضاهم” (مت 14:14).. لقد أعطى التلاميذ أن “يشفوا كل مرض وكل ضعف” (مت 1:10)

كما يحدثنا الرسول يعقوب عن صلاة الإيمان التي تشفي المريض (يع 15:5)… فالشفاء وهو أمر جسدي بركة من الرب…

وفي العظة على الجبل يؤكد لنا الرب استمرار البركات المادية للمؤمنين في العهد الجديد فيقول “فلا تهتموا قائلين ماذا نأكل أو ماذا نشرب أو ماذا نلبس. فإن هذه كلها تطلبها الأمم لأن أباكم السماوي يعلم أنكم تحتاجون إلى هذه كلها.. ولكن اطلبوا أولا ملكوت الإله وبره وهذه كلها تزداد لكم” (مت 31:6-33)…

والرسول بولس يقول في رسالته الثانية إلى كورنثوس” من يزرع بالبركات فالبركات أيضا يحصد… لأن المعطي المسرور يحبه الإله… والإله قادر أن يزيدكم كل نعمة لكي تكونوا ولكم كل اكتفاء كل حين في كل شيء” (2كو 6:9-8)…

وفي الرسالة إلى فيلبي يقول “فيملأ إلهي كل احتياجكم بحسب غناه في المجد” (في 19:4)…

والرسول يوحنا يشير إلى البركات المادية في كلماته إلى الحبيب غايس “أروم (أرغب) أن تكون ناجحا (Prosper مزدهرا)، وصحيحا (good health صحة جيدة) كما أن نفسك ناجحة”، (3 يو 2:1).

أيها القارئ، إن عشت مع الرب ستتمتع بفيضان من البركات الروحية والمادية، أما إن تركته وأسلمت نفسك للعدو فستأتي عليك اللعنات الروحية والمادية، كلاهما معا…

لعنة الناموس

لقد أطلق عليها الرسول بولس هذا اللقب لأنها تلحق بالإنسان نتيجة لكسره وصايا الإله (الناموس)…

وربما يقول البعض إنه يوجد أشخاص لم تصل إليهم كلمة الإله التي تحوي الوصايا، يجيب الرسول بولس قائلا: (الذين) ليس لهم ناموس (مكتوب) هم ناموس لأنفسهم (لأن لهم الضمير) (رو 15:2)…

ويقدم لنا إصحاح 28 من سفر التثنية عرضا مفصلا للأنواع المختلفة من اللعنات التي تتبع من يكسر الوصايا ولا يأتي إلى الرب لنوال الغفران والتمتع بالحماية.

1-لعنات تصيب النفس:

– يضربك الرب بحيرة قلب (القلق) (تث 28:28).

– “يعطيك الرب قلبا مرتجفا (مستعبد للخوف)…

– وذبول النفس (الاكتئاب)…

– وترتعب ليلا ونهاراً ولا تأمن على حياتك (القلق)” (تث 65:28، 66)…

– “يرسل الرب عليك الاضطراب والزجر في كل ما تمتد إليه يديك لتعمله (أي تشعر بالملل في كل عمل)” (تث 20:28)…

2-لعنات تحطم العلاقات الأسرية:

– “بنين وبنات تلد ولا يكونون لك” (تث 41:28) إنها لعنة الحرمان من التمتع بالبنين والبنات..

– الرجل المتنعم (الغني) تبخل عينه على أخيه وامرأة حضنه وبقية أولاده” (تث 54:28)…

– “المرأة المتنعمة (الغنية) تبخل عينها على رجل حضنها وعلى ابنها وبنتها” (تث 56:28)…

إنها لعنة الأنانية التي تجعل الشخص لا يكترث باحتياجات أقرب الناس له.

3-لعنات تتعلق بالعمل والمستوى المادي:

– لا تنجح في طرقك.. لا تكون إلا مظلوما مغصوبا كل الأيام” (تث 29:28)…

– “بذارا كثيرا تخرج إلى الحقل وقليلا تجمع لأن الجراد يأكله. كروما تغرس… ولا تجني لأن الدود يأكلها” (تث 38:28، 39)…

هذه هي لعنة ضياع المجهود والوقت تعب كثير والحصاد قليل…

الغريب الذي في وسطك يستعلي عليك متصاعدا وأنت تنحط متنازلا. هو يقرضك وأنت لا تقرضه. هو يكون رأسا وأنت تكون ذنبا” (تث 43:28، 44) إنها لعنة تقلب الأحوال الاجتماعية.

4-لعنات تخص الجسد (الصحة):

– “يضربك الرب بالسل والحمى والبرداء والإلتهاب والجفاف والذبول” (تث 22:28)..

– “يضربك الرب بقرحة مصر وبالبواسير والجرب والحكة حتى لا تستطيع الشفاء” (تث 27:28)…

– “يضربك بقرح خبيث على الركبتين وعلى الساقين” (تث 35:28)…

– “أيضا كل مرض وكل ضربة لم تكتب (أي لم يسجل اسمها) في سفر الناموس”(تث 61:28)..

واللعنات تتوارث:

ففي ذات الأصحاح (تث 28) الذي يسرد اللعنات، يقول الوحي بوضوح “يجعل الرب ضرباتك وضربات نسلك عجيبة ضربات عظيمة راسخة وأمراضا ردية ثابتة (تث 59:28)…

ولقد أكد الوحي هذه الحقيقة في أكثر من مناسبة كمثال:

– “مفتقد إثم الآباء في الأبناء وفي أبناء الأبناء في الجيل الثالث والرابع” (خر 7:34)…

– كلمات الرب إلى الشعب “إن لم تسمعوا لي” فالباقون منكم يفنون بذنوبهم… وذنوب آبائهم معهم يفنون. لكن إن أقروا بذنوبهم وذنوب آبائهم… أذكر ميثاقي مع يعقوب” (لا 39:26- 42)…

– كلمات الرب إلى عالي الكاهن “وجميع ذرية بيتك يموتون شبابا (لعنة الموت المبكر) (1صم 33:2)…

– وفي سفر مراثي إرميا نقرأ “آباؤنا أخطاؤا، ونحن نحمل آثامهم” (مرا 7:5).. (إقرأ أيضا لا 39:26 ، 40، 2صم 1:21، 2، 2مل 13:22، 2أي 23:24،مز 8:79، أر18:32نح1:9، 2، ومن العهد الجديد (مت 35:23، 25:27، رؤ 21:2-23).

والواقع يؤكد حدوث ذات الضربات في سلسلة أجيال العائلة الواحدة… تأمل العائلات التي لا تعرف الرب يسوع المعرفة الحقة والتي تنتسب لأشخاص كانوا يعملون في السحر أو العرافة وستتأكد بنفسك من حقيقة ما أعلنه الوحي…

لكن هذا ليس معناه أن كل شخص ستأتي عليه ضربات بسبب خطايا آبائه وأجداده… كلا، دعني أطمئنك أيها القارئ الحبيب، لقد حمل الرب كل اللعنات وهو مصلوب على خشبة العار، تعال إليه واحتمي بكفارته ولن تأتي عليك أية لعنة… فاللعنة لا تتوارث إلا إذا لم تحتم في الرب (اقرأ حزقيال 18)…

تأمل هذه المرأة:

اسمها راحاب… إنها كنعانية من شعب كنعان الذي كان واقعا تحت اللعنة “ملعون كنعان… عبد العبيد يكون لأخوته” (تك 25:9)… لقد سار هذا الشعب في الخطية إلى أقصى حد… وكان أمرا حتميا أن يأتي عليه قضاء الإله المدمر بعد رفضه للتوبة زمنا طويلا…

كانت راحاب من هذا الشعب الملعون… بل كانت من أشر نسائه فلقد عرفت براحاب الزانية…

لكنها استطاعت أن تهرب من قضاء الإله الآتي على شعبها… استطاعت أن تتحرر من لعنات الشعب الكنعاني… استطاعت أن تنتقل من اللعنات إلى البركات…

لقد سجل الوحي قصتها ليشجعك جدا… أيها الحبيب أيا كانت شرورك، وأيا كانت اللعنات التي أتت بها هذه الشرور إليك.. وأيا كانت اللعنات المتوارثة، فبإمكانك أنت أيضا أن تأتي من اللعنات إلى البركات…

افعل كما فعلت راحاب…

1-لقد استمعت إلى أخبار الإله:

لقد كلف الإله يشوع أن يقوم بالهجوم على شعب كنعان ليأتي بالقضاء عليه، وخضع يشوع للأمر وأرسل رجلين من شعبه ليتجسسا المكان…

تقابلت راحاب مع هذين الرجلين، ودار بينهما حوار.. قالت لهما “قد سمعنا كيف يبس الرب مياه بحر سوف (البحر الأحمر) قدامكم عند خروجكم من مصر… لأن الرب إلهكم هو الإله ” (يش 10:2، 11)…

لقد سارت راحاب في طريق الإنقاذ لأنها سمعت عن أعمال الإله المدهشة، ولم تسمع فقط، بل انشغلت بما سمعته…

البداية أن تسمع… افتح أذنيك لأخبار الإله المدهشة… هل تعرف هذه الأخبار؟ هل تعرف أنها تؤكد لك أنه يحبك جدا وأنه يريد أن ينقذك من اللعنات، أنه يود أن يجعل حياتك مملوءة بالسلام والفرح هل تعرف أن هذه الأخبار تؤكد أنه يريد أن يصنع المعجزات معك، لينقذك من المخاطر ويأتي بك إلى حياة المجد…

البداية أن تستمع لهذه الأخبار السارة… وأن تستمع على نحو خاص لهذا الخبر السار جدا، أن الرب قد حمل عنك كل اللعنات بدلا منك حينما صلب، ولقد حملها لكي لا تأتي عليك…

البداية أن تستمع لهذه الأخبار، وأن تنشغل بها وأن تصدقها وتؤمن أنها لك…

استمعت راحاب، وانشغلت بما سمعته، فكانت النتيجة أن دخل الإيمان إلى قلبها، فالإيمان كما يقول الرسول بولس يأتي عن طريق السمع (رو 17:10)… سمعت راحاب فدخل الإيمان إلى قلبها فوثقت أن الإله الذي أنقذ شعبه من فرعون، سينقذها هي أيضا… وثقت أنه يحبها ويريد خلاصها…

2-لقد وثقت أن الإله يحبها:

عندما تقابلت راحاب مع الجاسوسين لم تراهما عدوين لها بل رسولين قد أرسلهما الإله خصيصا لإنقاذها… لقد آمنت أنه برغم وجودها بين شعب ملعون، وبرغم ماضيها المدنس إلا أن الإله قد أحبها وأرسل الرجلين لكي ينقذاها…

لم تراهما جاسوسين أرسلهما يشوع بل رسولين من الإله الذي أحبها وأراد إنقاذها، يقول الوحي: “كذلك راحاب قبلت الرسل” (يع 25:2)…

أيها الحبيب أتريد أن تنتقل من اللعنات إلى البركات؟ ثق في حب الإله لك… ثق أنه يحبك حبا شخصيا… ثق أن كل ما سمعته عن نعمته الغنية قد أرسله هو إليك بترتيب خاص منه… إنها كلمات أرسلها لك.. هو يريد راحتك، حريتك وشفائك.. ما أروعه إعلان!! المسيح قد افتداك من اللعنة كي لا تأتي عليك..

3-لقد أغلقت الباب:

أخبر الرجلان راحاب بأن مدينتها ستدمر، وأن عليها لكي تنقذ أن تدخل إلى بيتها هي وأهلها وأن تغلق الباب عليهم (يش 19:2)…

إنها خطوة هامة أن تغلق الباب أمام الأمور التي تأتي باللعنات…

أيها الحبيب، هل لك علاقة بالسحر أو العرافة؟ أغلق الباب، اقطع هذه العلاقة فورا.. هل في بيتك أحجبة أو تمائم أحرقها وتخلص منها في الحال، فما أخطر وجودها!!!

وإن كان سبب ما يحدث لك من آلام هو حياتك الماضية المستهترة، فلتغلق الباب الآن أمام هذه الحياة التي تحرمك من السلام… أغلقه بحزم أمام استهتارك ولا مبالاتك…

قل، إلى العالم لا رجوع… سأقف ضد الخطية بكل قوتي والنعمة الغنية ستقويني… سأغلق الباب… سأغلق الباب.

وإذا أدركت أن سبب ما يحدث لك هو استمرارك في خطايا معينة كان أباؤك وأجدادك مستعبدين لها، فليتشدد قلبك بالرب، ولتغلق الباب أمام هذه الخطايا. ثم إرفع صلاة إلى الإله كالتي رفعها آساف “لا تذكر علينا ذنوب الأولين… لتتقدمنا مراحمك سريعا” (مز 8:79)…

ثق … ثق أن المسيح قد افتداك من اللعنات، من لعنات الآباء والأجداد… آه ما أروعه حقا إعلان أنه يحول اللعنة إلى بركة…

4-لقد فتحت النافذة:

كان بيتها في سور المدينة، ففتحت النافذة وربطت فيها حبلا من خيوط القرمز كما أمرها الرجلان أن تفعل…

لقد أغلقت الباب أمام الماضي، وهاهي تفتح النافذة لتنظر السماء لتتحدث مع الإله الحقيقي… ولتنظر حبل القرمز…

القرمز لونه لون الدم… إنه يتحدث عن الدم… إنه يتحدث عن دم الرب يسوع الثمين..

أيها الحبيب، افتح أنت أيضا النافذة… انظر السماء… انظر وعود الإله المشجعة والمطمئنة…

وانظر دم الرب يسوع الذي يتكلم الآن في السماء لأجلك (عب 24:12).

انظر دم العهد الجديد… الدم الذي يعلن لكل بكل قوة أن الرب قد أحبك وقد صار لعنة لأجلك على الصليب ليفتديك من اللعنة.. الدم يعلن أنك لست للعنة بل للبركة.. للشفاء وللحرية وللفرح وللراحة، للسلام العميق…

هيا أيها الحبيب (أغلق الباب الآن أمام حياة الخطية والاستهتار التي تأتي باللعنات… هيا افتح النافذة لنور الرب… الروح القدس يدعو نفسك “استيقظي… استيقظي… انتفضي من التراب… انحلي من ربط عنقك أيتها المسبية.. قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليك” (أش 1:52، 2، 1:60).

افتح النافذة لنور الرب، لحب الرب أدعوه أن يملك على قلبك… على وقتك… عل كل حياتك…هيا، افتح قلبك له… هيا أعلن خضوعك لقيادته…

وافتح أذنيك لكلماته المشجعة المطمئنة إنها لك.

لا، لا تخف السير معه… هو يعلم أنك لا زلت ضعيفا… سيرعاك، سيحملك على منكبه… لقد اشتراك بدمه الثمين، فكم أنت ثمين جدا في عينيه… سيدافع عنك… سيصنع معك العجائب… لقد تحولت راحاب من امرأة خاطئة عليها لعنات بسبب خطاياها وخطايا آبائها وأجدادها إلى شاهدة عظيمة من شهود الإيمان تصير أما في شعب الإله، ومن نسلها يأتي الرب…

لقد انتقلت من اللعنات إلى البركات… افعل مثلها… ستأتي إليك البركات وستسير من بركات إلى بركات…

استمع الخبر السار جدا… المسيح افتداك من اللعنة… حول لأجلك اللعنة إلى بركة لأنه قد أحبك…

ثق أن الإله يحبك … ثق أنه يريد أن يريحك، وأن يمتعك بالحياة الأفضل….

أغلق الباب أمام كل أسباب اللعنة…

وافتح النافذة لنور الرب…انظر دم العهد الغافر… تمسك بالوعود الثمينة…

أعلن أنك “في المسيح” أنك “في المسيح خلقية جديدة” (2كو 17:5)… ارفع صوتك مع الرسول بولس بالحمد للإله، قل معه “مبارك الإله الذي باركنا بكل بركة روحية (أي من الروح القدس)” (أف 3:1)…

ثق أن الحياة مع المسيح كلها بركات… بركات يأتي بها الروح القدس إلى الروح، والنفس، والجسد… بركات تقود إلى بركات… ومن مجد إلى مجد…

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments