ذلل لسانك

وأما اللسان فلا يستطيع أحد من الناس أن يذلله. هو شر لا يضبط مملوءً سماً مميتاً (يعقوب8:3).

يتكلم يعقوب في هذه الآية من رسالته عن ألسنة المؤمنين. إنه يدعو المؤمنين أن يتعلموا ضبط ألسنتهم – قبل أن تدمرهم!

قد تتسائل ما مدى أهمية تذليل اللسان؟ هل يمكن للسان غير مضبوط أن يكون أثيماً بهذه الدرجة.؟

بالتأكيد، هناك العديد من المسيحين ممن يشنون الآن حرباً روحية ضارية ضد العادات المستعبدة مثل تعاطي المخدرات والكحول والتدخين والشهوة. ولكنهم لا يستطيعون التصور أن لساناً غير مضبوط هو خطية خطيرة. أستطيع أن أسمع ردة فعل شخص مؤمن يقاوم بشدة بعض التجارب الشديدة فيقول: “أيها الراعي – لا بد أنك تمزح؟ إنني أخوض معركة العمر محاولاً الانتصار على حصن شيطاني، بينما تتكلم أنت عن كلمات صغيرة. كيف يمكن أن تقارن لساناً فالتاً بمعركة كالتي أخوضها؟”

عزيزي القديس، إنني أخبرك أن لساناً غير مذلل هو أكثر الأسلحة المميتة في العالم! إن لساناً دنساً وغير مضبوط هو أسوء من تعاطي المخدرات أو الكحول – إنه أسوأ جميع خطايا الجسد! ويصف الكتاب المقدس اللسان بأنه عالم الإثم، مدنس الجميع (الجسد كله) إنه طعم جهنم على الأرض (راجع يعقوب 6:3).

دعني أوضح لك من كلمة الإله خطورة وإدانة اللسان غير المضبوط:

1) إن لساناً غير مضبوط وطائشاً يبطل مفعول كل شيء روحي في حياتك؟

إن لساناً غير مضبوط يجعل ديانتك باطلة بجمتلها! إنه يجعل كل نشاطك الروحي بدون فائدة في عيني الله: “إن كان أحد فيكم يظن أنه دين وهو ليس يلجم لسانه بل يخدع قلبه فديانة هذا باطلة” (يعقوب 26:1).

إن يعقوب يتكلم هنا عن “أحد فيكم” أي في الكنيسة.

هؤلاء ليسوا بمدمني مخدرات أو أناس من الشارع، إنهم جزء من جسد المسيح ممن يبدون أتقياء وروحيين. إنهم نشيطون في خدمة الرب. لكنهم لم يلجموا ألسنتهم ولا يسيطرون عليها!.

إن يعقوب يشير إلى أولئك الذين يبدو عليهم القداسة واللطف والوداعة والمحبة لكنهم يطوفون في الكنيسة أو في العمل أو العائلة بلسانهم اللاذع، دائماً ينصتون وينشرون فتاتاً من الإشاعات. ويستهينون بالهمس والتذمر. يقول الإله بأن ديانتهم – إظهار روحانيتهم – باطلة. إنها بدون قيمة أو فائدة!

أيها الحبيب، لست أريد أن أقف أمام عرش القضاء الالهي وأكتشف أن كل ما عملته للرب، كل مساعي الروحية كانت باطلة! لا أريد أن أسمع المسيح يقول، “لقد قمت بأعمال عظيمة باسمي. لقد أنشأت مراكز إعادة تأهيل للمدمنين على المخدرات، ودوراً للمدمنين على الكحول، لقد وعظت لآلاف لا تحصى من البشر وربحت الكثيرين لمملكتي. لقد أطعمت الجياع كسوت العراة وأخرجت الشياطين وشفيت المرضى لكن كل ذلك بدون فائدة – كله باطل!” فأنا ببساطة لست أعرف هذا الرجل الذي يتكلم بلسانين لقد استعملت لسانك لتبارك مرة وتدين مرة أخرى! من فمك هذا خرجت كلمات عذبة ترفع من يسمعها. لكن منه أيضاً خرجت كلمات مرة قاسية وفظة – كلمات مملؤة بالقتل والكره والحسد! لم تحمل تحذيراتي حول هذا الموضوع بمحمل الجدية. لقد حذرتك بأن جميع أعمالك الروحية باطلة إذا لم تضبط لسانك. لكنك لم تبال بها!”.

أيها الحبيب، فكر في كل ما فعلته خلال مسيرك مع الإله – كل الدموع التي ذرفتها من أجل الآخرين، كل أعمال الرحمة والعناية بالآخرين التي قمت بها، لقد كنت مستعداً لأن تحسب حياتك رخيصة من أجل الآخرين. لكن كل هذا باطل إذا تفوهت بكلمات طائشة!.

قد تتساءل: “بالتأكيد الإله ليس بتلك القسوة بحيث يقلل من شأن حياتي الروحية لمجرد أني تفوهت بكلمات قاسية؟”

إنني اتكلم هنا عن المؤمنين الذين لم يضبطوا ألسنتهم أبداً.

إنهم معتادون على نشر الاشاعات والتذمر والهمس. إنهم يتكلمون ضد شعب الإله دونما أي شعور بالذنب! هذا ما يقوله الإله عن مثل هؤلاء الثرثارين:

“إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة ولكن ليس لي محبة فقد صرت نحاساً يطن أو صنجاً يرن. وإن كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل علم وإن كان لي كل الإيمان حتى أنقل الجبال ولكن ليس لي محبة فلست شيئاً. وإن أطعمــت كــــل أموالـــي وإن سلمت جسدي حتى أحترق ولكن ليس لي محبة فلا انتفع شيئاً (كورنثوس الاولى 1:13-3).

كل المستوى الروحي الذي تصل إليه وكل تضحياتك ستكون بلا قيمة بسبب لسان قاس وغير لطيف وغير مضبوط.

هل تستطيع تخيل نفسك تموت من أجل يسوع تموت حرقاً، تستخدم كل ما تملك من نقود لإطعام المساكين، تتخلى عن كل مباهج الدنيا من أجل الرب – ومع ذلك، هل كان ذلك باطل؟

لن تنال جائزة الشهادة، لإنك حين تقف أمام عرش القضاء، يقول لك الرب: “لقد كان دافعك خاطىء في كل ما فعلته. لم يمتلىء قلبك من الحب! كنت مملوءاً بالمرارة التي خرجت بواسطة فمك. لم يكن لسانك شفوقاً ومحباً كان قاسياً ولاذعاً. لم تنفعك أعمالك في شيء!”.

2) الكلمات التي تتفوه بها تعكس ما يكنه قلبك!

“يا أولاد الأفــــاعي كيف تقدرون أن تتكلموا بالصالحات وأنتم أشرار. فإنه من فضلة القلب يتكلم الفم” (متى 34:12).

عندما كنت صغيراً وكنت أتفوه بما لا يليق، كانت أمي تغسل فمي بالماء والصابون. ولكن لم يكن فمي ما يحتاج الى التنظيف بل قلبي!.

هل فهمت ما أعني، إن لسانك يتكلم بما في قلبك. إن هذا تماماً ما قاله ربنا يسوع المسيح. إنه يقول أن الكلام الطائش والشرير لا يصدر إلا عن قلب شرير، ونجس!

حتى الآن، لم نأخذ نحن المؤمنين ما قاله الرب عن ضبط ألسنتنا بجدية، لقد جعله موضوع قلب – مسألة حياة وموت! إن لساني الطائش لا يقلل من شأن روحانيتي المفترضة فحسب – بل ويجعلني أواجه الحقيقة الأكيدة بأن قلبي نجس وغير طاهر. شيء كنار جهنم يدخن في داخلي!

إذا سمعت كلمات فسق ودعارة تخرج من فمي.. إذا ما نشرت أي اشاعة… إذا ما تفوهت بنكتة قذرة… إذا ما طعنت بشخص آخر… إذا ما تكلمت بطريقة فظة او غيورة عن شخص ما.. إذا ما رفعت صوتي وصرخت على افراد عائلتي… إذا ما إنهمرت النعوت البذيئة من شفتي… إذا ما نطقت بكلمات لعنة.. إذا ما فاضت كلمات غضب من فمي… يتوجب علي أن اسأل نفسي: “ما الذي بقي مذخراً في نفسي من هذا الشيء النجس والقذر يجعلني أتكلم بهذه الطريقة؟

علي أن أفحص قلبي وأتساءل: “من أين يأتي هذا؟ لا بد من وجود شيء لم أعالجه بعد وإلا لما كنت أتفوه بهذه الأشياء. لماذا أستمر بالثرثرة والكلام البذيء؟ لماذا أتفوه بمثل هذه الكلمات الدنيئة والطائشة؟ ما الحصون غير المقدسة التي ما زالت في قلبي؟

إن الكلام الطائش وغير المضبوط ليس مجرد غلطة. إنه ليس مجرد ضعف أو عادة نقع فيها بين الحين والآخر. لا تستطيع أن تقول عن أخ مؤمن: “’آه، يستطيع أن يؤذيك بكلماته أحياناً. ولكنه في معظم الاوقات لطيف وهو يحب الرب في قرارة نفسه. إنه لا يقصد أن يؤذي أحداً.

كلا! يقول يعقوب بان كل روحانية شخص تعتبر كلا شيء! وأكثر من ذلك فان يسوع يقول بان هذا الشخص لديه قلب شرير ونجس!

هل تعرف شخصاً في الكنيسة يأتي إليك بين الحين والآخر ويهمس في اذنك: “هل سمعت ما سمعته أنا…؟” سجل لديك: مهما ظهر عن هذا الشخص من تقوى، او أظهر اسلوب روحاني في الصلاة والتسبيح، هناك شيء شرير في قلبه، شيء خاطيء لم يعالج بالروح القدس!

إن يسوع يركز على خطورة هذا الموضوع: “… فانه من فضلة القلب يتكلم الفم. الانسان الصالح من الكنز الصالح في القلب يخــرج الصــالحات والانسان الشرير من الكنز الشرير يخرج الشرور” (متى 34:12-35).

ما يقوله يسوع: “اذا لم تنتبه للسانك تتشاجر، تتذمر، تتهامس، تثرثر، فان لديك مشكلة خطيرة في قلبك! ان قلبك غير مستقيم مع الإله، ان ذلك يجري في اعماقك. هناك كنز شرير في داخلك تماماً كالأفعى التي تحتوي على جيوب مملوءة سماً في فكها. اذا ما خرج السم المميت منك، فالسبب هو ان الجيوب لم تجف بعد!” ولا يوجد احد مستثنياً من حق التحذير، خادماً كان او مؤمناً عادياً. يقول يسوع الى جميعنا، “افحص قلبك – اعرف لماذا لا زلت تتكلم دونما حذر او انتباه! “هل يقدر ينبوعاً ان يصنع ماء مالحاً وعذباً؟” (يعقوب 12:3).

اذا ما سمحت لنفسي بأن اتفوه بشائعة، على ان اتوقف عن ذلك واقول للرب: “سيدي، لا بد ان جذور الغيرة او الحسد ما زالت في قلبي. والا كيف استطعت بكل سهولة ادانة اخي واختي؟ لا بد انني احتاج الى المزيد من التطهير وتعامل الروح القدس! اه، ابتي، ادخل الى اعماق قلبي وانزع كل جذور المرارة والشهوة والكبرياء، مهما كانت!”.

وقد سمع احد اعضاء كنيستنا احد المؤمنين الجدد وهو يحاول تبرير الزنى الذي يقترفه اخ في المسيح سمعه يقول: “ليس هناك مشكلة – ان دم يسوع يغطي كل خطايانا. انه مغطى بالدم”.

صديقي الحديث في الايمان، لقد فهمت الامر بصورة خاطئة! ان دم يسوع يغطي فقط تلك الخطايا التي تم الندم عليها ونبذها. ان الدم لا يغطي عذراً او يتغاضى عن الخطيه. وصديقك الذي يعيش في الزنى يحتاج ان ينحني ساجداً امام يسوع معترفاً بخطيته وطالباً القوة للتغلب على اغواء “دليلة” التي يعيش معها”

وهكذا الحال مع خطايا اللسان! لا تجرؤ على نشر الاشاعات والافتراءات ومجادلة الآخرين، ثم تستلقي في الليل وتنحني تتلو الاعتراف غير مبالي: “أيها الرب، سامحني، اذا ما تفوهت بشيء خاطي اليوم، غطيني بالدم”.

كلا، الإله يريد ان ينال من كل الشر الموجود في قلبك، جيوب السم المختبئة في داخلك! انها لا تحتاج لما يغطيها – بل تحتاج ان تكشف وتستأصل. الإله يريد ان يستأصل السبب من داخلك ويشفيك الى التمام. ان مشكلتك تكمن في انك تصلي كيما يغطيك الدم ولكنك في الحقيقة لم تندم ابداً على الخطية او تصل الى أصل هذا الشر!.

3) في يوم الحساب، سوف تعطي حساباً عن كل كلمة طائشة وباطلة تفوهت بها!

“ولكن اقول لكم ان كل كلمة بطالة يتكلم بها الناس سوف يعطون عنها حساباً يوم الدين. لانك بكلامك تتبرر وبكلامك  تدان” (متى 36:12-37).

يبدو اننا نعتقد ان كلماتنا تقع ارضاً وتموت، او انها تتلاشى في الهواء وتنحل الى العدم. ان الامر ليس كذلك! كلماتنا تبقى موجودة – ولا تموت!

قد تقول: “لكنني قلت هذه الاشاعة لصديق واحد فقط، وقد وعدني بألا يبوح بها. سينتهي الامر عنده. “كلا، لن ينتهي! كل كلمة اقولها انا او تقولها انت مسجلة ومكتوبة في الابدية – سنسمع هذا الكلام مرة اخرى حرفياً في يوم الدين.

سيديننا هذا الكلام الا اذا اعترفنا به وتركناه ونزعنا كل جذور الشر التي جعلتنا نقوم بهذا الكلام.

قد تسأل: الا استطيع ان اصلي صلاة شاملة فأقول: “اغفر لي يا يسوع. امح خطيتي!” كلا – اذا ما رفضت التعامل مع مصدر خطيئتك!

اذكر نفسي حين رزحت تحت ثقل الشعور بالتبكيت فيما مضى حين شاركت صديقاً بمقولة آثيمة، ما قلته كان صحيحاً – عن وضع اخلاقي كان علي التعامل معه فيما يختص بأحد الخدام. جاء ذكره في الحديث وقلت: “لا تثق به، انا اعلم شيئاً عنه!”.

مع انني شعرت بالادانة بمجرد تفوهي بهذه الكلمات إلا ان الروح القدس همس لي قائلاً: “توقف! لا حاجة لأحد ان يعلم ذلك، لا تزد على ما قلت، لان لا غاية منه – انها مجرد ثرثرة. على الرغم من صحتها، لا تقلها – لانها قد تؤذي سمعة هذا الرجل!” ما قلته كان سيئاً بما فيه الكفاية. لكنني افشيت التفاصيل الشنيعة! كنت اعلم انه علي التزام الصمت. وبالتأكيد كنت اشعر بتبكيت الروح في اعماقي. لاحقاً، اتصلت بصديقي وقلت له: “اني آسف – كانت تلك مجرد ثرثرة، لقد كنت مشوش الافكار. أرجو ان لا تخبر احداً بالامر او حتى تفكر به”.

طمانني صديقي وقال لي بان الموضوع انتهى واضاف: “لست اعلم هذا الرجل وانا لا أقول مثل هذه الاشياء” لقد أشبع روحي هذا الكلام ولكن فقط في البداية. فتبكيت الروح استمر يزعجني لماذا؟ لماذا لم أترك الموضوع؟ لانك حين تزرع شيئاً ما في فكر احدهم ، لن تستطيع اقتلاعه أبداً! حتى وان لم تخبر احداً، لا ينتهي الامر عند هذا الحد!

كان شعوري يؤنبني: “لماذا فعلت ما فعلته؟ الهي، هل احمل في داخلي مشاعر ضده؟ هل اشعر في داخلي بالسعادة لوقوعه في الخطية؟ لماذا لم ينصب اهتمامي على شفاءه منها؟ ما نوع القلب الذي احمله؟ اغفر لي يا رب. اشفني ايضاً من هذه المشاعر. لا أريد ان اقف امامك يوم الدين وانا ما زلت اراعي اثماً في داخلي!” هل غطيت خطيتي بدم يسوع؟ نعم – لانني اعترفت بانني اخطأت جداً. وسمحت للروح القدس ان يظهر لي الكبرياء الناموسية الموجودة في. لقد سمحت له بأن يذللني ويشفيني! والآن، كلما بدأت اتفوه بشيء ما ضد شخص ما، فانني اطيع الروح القدس وهو يقول لي بصوت عال وواضح “توقف”!

إن تحذير يسوع ايقظ خوف الإله في داخلي: “لانك بكلامك تتبرر وبكلامك تدان” (متى37:12) بكلماتك! لم يقل يسوع بأننا سندان بشهوتنا او بالمخدرات او الكحول التي نتناولها، هذه جميعها خطايا قبيحة، نعم، وسنحاسب عليها لكن يسوع يقول لنا “ستحاسبون على كلماتكم – على ما تفوهتم به!”.

سأطرح عليك سؤالا – هل انت ممن يباركون بلسانهم وكذلك به يلعنون؟” به (أي اللسان) نبارك الإله الآب وبه نلعن الناس الذين قد تكونوا على شبه الإله. من الفم الواحد تخرج بركة ولعنة لا يصلح يا اخوتي ان تكون هذه الامور هكذا” (يعقوب9:3-10) إن الكلمة ” لعنة ” هنا تعني في الاصل اليوناني: “تشويه السمعة، اذلال، واتهام بالشر” وبالتأكيد، فان كلمات التسبيح للإله عادة ما تخرج من افواهنا وكذلك كلمات العبادة والتمجيد له – ولكن كذلك تخرج الثرثرات الشريرة التي تشوه سمعة خدامه.

إن مثل هذا الكلام القبيح يمزق جسد المسيح! انه ضد عمل الإله!

أنت تستطيع كذلك تشويه سمعة شخص دون التفوه بكلمة واحدة – ببساطة باظهار تعابير هدامة على وجهك. في احدى المناسبات سألني احدهم عن شخص كان علي التعامل معه فيما يتعلق ببعض المسائل. عندما سألني عن الشخص لم أتفوه بكلمة – لكنني فقط رفعت أنفي في اقتضاب وهززت رأسي. الشخص الذي كان يستفسر عن هذا الشخص قال لي: “لم تتفوه بكلمة ولكنك قلت لي كل ما أحتاج معرفته”.

لقد زرعت أفكار سلبية في عقل هذا الشخص! هذا ايضاً يتعلق باللسان غير المضبوط.

والآن، بعض المؤمنين حذرين جداً ولا ينطقون بأفكارهم، ويهتمون بكلماتهم ومع ذلك، فان الاشياء الجيدة التي يتفوه بها العديد من المؤمنين هي نفـــاق – لأن أفكارهم مليئة بالشر” بأفواههم يباركون وبقلوبهم يلعنون” (مزمور4:62).

هؤلاء الاشخاص يمسكون بيدك ويبتسمون بحرارة ويقولون أشياءً جميلة لك مثل: “كيف حالك؟ من اللطيف ان نراك تبدو بخير!” ولكنهم يديرون ظهرهم وهم يتمتمون لشخص قريب: “يا له من محتال! انه يبدو كالموت المبطن هل رأيت كم زاد وزنه؟ عيناه تبدوان فظيعتين!”.. ألسنتهم صقلوها” (مزمور 9:5).

يجب على المسيحي المؤمن ان لا يكون لديه هذا الموقف! كن متأكداً، هناك جذور المرارة والتمرد في ذلك الشخص – هناك شيء خاطيء جداً في قلبه. ان مؤمن حقيقي على علاقة وثيقة بالرب لا يمكن ان يفكر في مثل هذا التصرف.

قد تقول: “تمهل ايها الراعي قلت لي اولاً مدى خطورة لسان غير مضبوط. والآن تقول لي بأنني سأحاسب على مجرد أفكاري عن الناس؟”.

بدون شك – نعم! “لانه كما شعر في نفسه هكذا هو” (امثال 7:23) “المحبة.. لا تظن السوء” (كورنثوس الاولى 5:13).

أرني شخصاً ذا طبيعة شكاكه، وسأريك شخصاً بروح ناموسية. ذلك الشخص ذو طبيعة عنيدة. ربما لم يسلم بالكامل ليسوع ودائماً يشك في الآخرين وفي وقوعهم في خطايا هو نفسه يشعر بالاغواء في السقوط فيها!.

وربما أخطر شخص هو الذي ينقل هذه الاشاعات – الذي يشارك في احاديث تهدم ولا ترفع – ومع ذلك يعتقد بانه لم يقصد ايذاء اي شخص وعندما تسأله عن ذلك، فقد تترقرق الدموع في عينيه ويقول بحزن: “انا لست كذلك. انا احب كنيستي والرعاة فيها – أحب جسد المسيح. نعم، قد اكون تفوهت بأشياء قد تفسر كثرثره او اهمال. لكن الإله يعلم ما في قلبي. لم اقصد ان اؤذي احداً.

مثل هذا السلوك خطر! الكتاب المقدس يقول بان النيران الكبيرة سببها شعلة صغيرة! إن شعلتك الصغيرة قد تشعل ناراً ضخمة، حتى وإن كنت لا تعني أن تخرج الامور من تحت سيطرتك. “هوذا نار قليلة أي وقود تحرق” (يعقوب 5:3) قد تتفوه باشاعة عن شخص ما بلا مبالاة – وقد ينتهي الامر بهذه الاشاعة بشيء يضر بسمعة وبروح وبطبيعة هذا الشخص!.

لا يهم ماذا كان دافعك – فالضرر حاصل. إن شعلتك الصغيرة قد أشعلت النار وخرج الموضوع من يدك. قد تشوه سمعة أحدهم. قد تجلب الخزي والعار والحزن لاحدهم. وبغض النظر عن دافعك وراء ما قلته، فانك لا زلت مذنباً، فانك انت سبب الحريق! انه لسانك غير المضبوط الذي بدأه!.

كيف تسيطر على سلاحك المميت أي لسانك؟

4) انت لا تستطيع تذليل لسانك بنفسك – الإله يجب ان يقوم بذلك!

“وأما اللسان فلا يستطيع احد من الناس ان يذلله. هو شر لا يضبط مملوء سماً مميتاً” (يعقوب 8:3).

كيف يتوقع منا الإله ان نلجم او نذلل لساننا عندما تقول كلمته ان لا احد من الناس يستطيع ذلك؟ يعطينا يسوع الجواب”.. هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الإله كل شيء مستطاع” (متى 26:19).

لن تستطيع ان تذلل لسانك لوحدك بقدر ما لا يستطيع أي حصان ان يروض نفسه بنفسه. إن الخيل البرية تذلل من قبل مدربين ذوي خبرة يستطيعون ترويضهم والروح القدس هو مدربنا. هو الوحيد الذي يستطيع ترويض ألسنتنا البرية وغير المضبوطة!.

1- يخبرنا النبي أشعياء كيف نشفي لساننا بمثال: “.. رأيت السيد جالساً على كرسي عال ومرتفع..” (أشعياء 1:6).

إن أي شخص يود ان يفرح قلب الرب عليه ان يدخل الى حضرة الرب باستمرار حتى يحصل على تصور لقداسة الإله. جميع انواع الشفاء وكل البركات الحقيقة وكل الانتصارات تبدأ من عرشه. هناك حيث نرى الله في قداسته!.

2- في محضر الإله المقدس أدان أشعياء نفسه لانه نجس الشفتين “فقلت ويل لي اني هلكت لاني انسان نجس الشفتين… لأن عيني قد رأتا الملك رب الجنود” (أشعياء 5:6)

لماذا صاح أشعياء: “أنا انسان نجس الشفتين”؟ لانه رأى ملك المجد! لقد رأيته في ذهني – لقد رأيت مجد قداسته! وأنا اعلم انه لن يتغاضى عن اي خطية!” ان خطيتنا تصبح اكثر وضوحاً في محضر الرب. ان نور وجهه المقدس يكشف عن كل ما هو ضد طبيعته المقدسة.

• لقد سمح أشعياء للإله ان يلمسه ويطهره بناره المقدسة “فطار الى واحد من السرافيم وبيده جمرة قد اخذها بملقط من علي المذبح ومس بها فمي وقال إن هذه قد مست شفتيك فانتزع اثمك وكفر عن خطيتك” (الايات 6-7).

إن كلمة الإله جمرة – والروح القدس هو النار! لقد لمسك الروح القدس الآن من خلال هذه الرسالة. الإله يريد ان يضع ناره على لسانك فيقدسه. انه يستطيع ان يفعل ذلك اذا سمحت لكلمته بإدانتك! انه الوحيد الذي يستطيع ذلك. ما عليك سوى الاعتراف ببساطة كما فعل أشعياء “ويلي، إني نجس!”.

إن سر الانتصار على المخدرات والكحول واللسان غير المضبوط هو القرب من يسوع علاقة حميمة معه – معرفته! ان الاقتراب من محضره سيكشف ما في قلبك. يستمر العديد من المؤمنين في الثرثرة والذم لأنهم لم يكونوا أبداً قريبين من المسيح لم تربطهم علاقة حميمة فعلية معه بحيث يروي كم ان لسانهم غير مضبوط!

دع هذه الكلمة تصل فوراً الى قلبك وتطهرك بنارها. اعترف: “نعم، انه أنا ايها الرب! لن ادع هذه الكلمة تفوتني! طهر شفتي، طهر لساني، نظف فمي وقلبي!”

اطلب من الروح القدس ان يضع في نفسك إيماناً راسخاً بأنك حين تبدأ بقول شيء بدون مبالات او تفكير او شيء فظ (قاس) فانه سيرفع علماً ويلوح به لك. اطلب منه ان يعطيك حساسية مفرطة لصوته – ثم اطعه عندما يتكلم. قد يوقفك وانت في منتصف الجملة بصوت الروح القدس، وسوف تقول لمن تكلمه: “انا آسف – لقد قال لي الرب ان اتوقف لنفعل ذلك الان انسي الموضوع!”.

لتكن البركات هي التي تخرج من حياتك تخرج من قلب طاهر ولسان لطيف – ذللته الصلاة والروح القدس!

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments