الاله يحتاجك الآن

أتساءل أحيانا ما إذا كنا فقنا سدوم وعمورة شراً.

لو قدر لك أن تجتمع برجال السياسة وعلماء الاجتماع والنفس وغيرهم في العالم لاعترفوا لك قائلين، “الأمر أسوأ مما يمكن لأحد أن يتصوره. الوضع يائس وقد خرجت الأمور عن نطاق السيطرة، ولا بد أن تدفننا مشاكلنا إن عاجلاً أو آجلاً!”.

أصبح علماء الطبيعة والبيئة مصدر الأخبار المشؤومة، فهم يخبروننا بقرب قيام الساعة. ويقولون لنا إن الكرة الأرضية آخذة في التحلل، والأمطار الحامضية تدمر الغابات، والتربة الفوقية تختفي، والغابات المعتمدة على الأمطار تتناقص بسبب قطع اشجارها، وطبقة الأوزون آخذة في التبخر، ويبدو أننا بسبب التغييرات الجذرية في الطقس ووجود المجاعات التي انتشرت في المدة الأخيرة، سنتجه الى الزراعة في البيوت الزجاجية.

هناك أخبار كثيرة سيئة وتحذيرات عديدة وأزمات تحطم الاعصاب حتى أننا لا نستطيع استيعابها كلها. وقد أصبح التلفزيون يشكل ملجأ يهرب اليه الكثيرون من الواقع وهناك من يلجأ للخمر والمخدرات لتبليد العقل والحصول على راحة مؤقتة.

يشهد المؤمنون الحرب الروحية التي تدور في العالم ولا يكادون يصدقون مدى تسارعها، ويدهشون لانتشار الرذيلة والعنف على هذا النحو الفاضح.

فعلى سبيل المثال، يقول السياسيون والإقتصاديون والكتاب وملايين الناس الذين يسكنون نيويورك بأن هذه المدينة متجهة لا محالة الى الجحيم “في سلة”، أي بكل ما فيها. لقد أصبح الشيطان نفسه ملكاً عليها – وهي تموت بسرعة.

أعتقد أن معظم المؤمنين في المدن التي تشتهر بشرورها يودون أن يهربوا منها الى أمكنة هادئة آمنة في الجبال حتى لا يمسهم الشر والفجور الذي يحيط بهم، يقول كثير منهم قائلين: “ماذا يستطيع مؤمن واحد أن يفعل تجاه كل هذا الانحلال الخلقي؟ ماذا تستطيع كنيسة واحدة ان تفعل وسط مدينة ضخمة شريرة متوحشة؟ يكفي أن أظل قريباً من يسوع، فلا يجرفني التيار. ماذا يستطيع مؤمن مسكين نكرة مثلي أن يفعل؟ إذ ليس لدي مال او تدريب او تأثير – لا أملك إلا محبتي العظيمة ليسوع!”.

نتوقع عادة أن يتحرك الإله في أحد اتجاهين: فإما أن يرسل انسكاباً غير عادي من روحه القدوس ليحضر الكثيرين الى مملتكه وإما أن يرسل دينونته ليركع الناس أو يدمرهم.

لكن ليست هذه هي الطريقة التي ينهجها الإله في تغيير الأوضاع في عالم شرير. لفقد استخدام الإله أناساً عاديين لمسهم في اعادة بناء ما تهدم. وهو يقوم بذلك بملئهم بروحه القدوس وإرسالهم الى المعركة بإيمان وقوة عظيمين!

يستخدم الإله الناس، لا الملائكة، لتوصيل كلمته الى الهالكين! غير أن الرب لم يفعل الكثير بالنسبة لخطايا جيلنا لانه لم يجد بعد مؤمنين يدفعهم يأسهم الى طلب ملء الروح القدس وقوته!

لقد خدعت الكنيسة في السنوات الخمسين الماضية برجال طلبوا قوة من أجل شهرتهم ومجدهم الشخصيين. لقد حشوا جيوبهم بالمال وأسبغوا على أنفسهم ألقاباً فخمة مثل “صانع المعجزات” ورجل الساعة”، وهم يمنحنون بركاتهم مقابل رسوم! فكأنها نوع من صكوك الغفران.

جعلنا منهم آلهة صغيرة وأوثاناً. ونحن اليوم نعطي نفس هذا المركز لجيل جديد من الأنبياء!.

فلا عجب في أن الشيطان يستمر في عمله دون ان يهزه او يؤثر فيه شيء من الحديث عن القوة والسلطان في الكنيسة. لقد اقترفت الكنيسة الشر! فقد صرنا نرغب اليوم كما رغب الشعب القديم في ملك بشري. فالمؤمنون يجلسون في مقاعدهم في الكنيسة ليراقبوا الراعي أو المبشر وهو يقوم بما يتوجب ان يقوم به كل المؤمنين!.

غير أن الروح القدس ما زال يسقط كل النجوم ويخلع كل ملوك الدين عن عروشهم. إنه يحطم الإمبراطوريات الروحية ويلفظ من فمه كل أصنام الخدمة!

ما زال الإله يقوم بما كان يقوم به منذ البداية – يقوم بخطوتين مهمتين!

فهو أولاً يقيم خدمة رسولية تتألف من رجال مكرسين للكلمة والصلاة. وهم لا يستخدمون خدمتهم للتسلط على أحد. لكنهم رجال نائحون في الصلاة، قلوبهم ممزقة، يفتقرون الى أية خطة عمل في أذهانهم. وكل ما يشغلهم هو طلب الله وسماعه وطاعته.

وهو ثانيا”ً يدعوك انت الى خدمته فوراً. إنه يحتاج الانسان العادي، رجل الشارع! إنه يستخدم أناساً يسميهم رؤساء الكهنة عديمي العلم وعاميين (أع13:4).

يتحــدث الكتــاب المقــدس عن الذين كانوا في العلية في يوم الخمسين، “وامتلأ الجميع من الروح القدس” (أع4:2). أصبح الجميع أقوياء في المعركة – كانوا كلهم شهوداً شجعاناً أقوياء. لم يقتصر هؤلاء الممتلئون بالروح القدس على بطرس ويعقوب ويوحنا والتلاميذ الآخرين المشهورين ولكن كان بينهم أيضاً أرامل وشباب وشابات وخدام وخادمات.

نعرف أن استفانوس كان مملوءاً من الروح القدس، كان مملوءاً إيماناً وقوة (أع8:6) لم يكن رسولاً او خادماً مرسوماً. وقد اختير في واقع الأمر لخدمة الموائد في الكنيسة حتى يتفرغ الرسل للصلاة وخدمة الكلمة. كان استفانوس رجلاً عادياً ممتلئاً من روح الإله!.

وينطبق نفس الامر على بروخورس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس. كانوا جميعاً من الناس العاديين! يقول الكتاب بأنهم “مملوؤن من الروح القدس وحكمة” (أع3:6).

كان فيلبس أيضاً رجلاً عادياً وخادم موائد. غير أنه أيضاً كان ممتلئاً من الروح القدس، يخبرنا الكتاب بأنه ذهب الى السامرة حيث بشر في الشوارع، وصلى من أجل المرضى، وأخرج الشياطين، وكان يؤمن ان الرب يستطيع أن يقيم الأعرج والكسيح. “وكانت الجموع تصغي بنفس واحدة الى ما يقوله فيلبس عند استماعهم ونظرهم الآيات التي صنعها… فكان فرح عظيم في تلك المدينة” (أع8,6:8).

تمثلت خطة الإله لخلاص السامرة في رجل مملوء من الروح القدس وقوته! كان فيلبس رجلاً متواضعاً وممتلئاً بيسوع حتى انه استطاع ان يترك الأعمال العظيمة في القدس والسامرة ليذهب بقيادة الإله لرجل واحد في الصحراء! (أع26:8-40).

كيف سيوصل الإله شهادته للمدن الشريرة الحديثة التي نرى في كل منها بابلاً حديثة؟ فهي ملأى بالجرائم والمخدرات والشذوذ الجنسي والحقد والعنف والفجور. لن يقوم ذلك بالوعظ القوي فقط، مهما كان هذا الوعظ مبكتاً يخترق النفس. لن يقوم ذلك بالاجتماعات الكنسية ولا بالعبادة القوية والتسبيح الحي او حتى بهز الروح القدس للبيت.

سيعلن الله نفسه في أية مدينة أو بلدة شريرة من خلال شهادة كل الذين ينطلقون في الشوارع والطرقات للتبشير بإنجيله!.

لا تتمثل شهادة الإله في أية مدينة بوجود كنيسة فيها او بامتلاء بيت الراعي بالمؤمنين، او بوجود بركات عظيمة تنهمر عليه. وإنما تتمثل في الرجال والنساء والأرامل والعاطلين عن العمل والأغنياء والفقراء على حد سواء – كل الناس العاديين الذين يحركهم الإله!.

أنت شاهد للإله في مدينتك!

يستخدم الإله أناساً عاديين ينفردون به ويطلبون وجهه في الصلاة، تتحرك قلوبهم وتتمزق، وينطلقون ممتلئين من الروح القدس وإيماناً وقوة تماماً كفيلبس!.

إذا لم يكن الإله قد استخدمك، فإن ذلك يعود على الأرجح الى أنك لم تضع نفسك تحت تصرف الإله ليستخدمك. وهذا يحدث لتلك النوعية من المؤمنين الذين يصبحون”أسرى الحملقة في المجد”.

لقد شعر التلاميذ بدفء المجد عندما رفع يسوع أمام أعينهم الى السماء. وربما رغبوا في أن يمضوا عمرهم كله هناك للاستمتاع بوهجه الدافيء، لكن ملاك الرب وبخهم بلطف، “ما بالكم واقفين تنظرون السماء” (أع11:1).

هناك خطر من الرغبة في الجلوس في الكنيسة للحملقة في المجد “قال يسوع لتلاميذه: “انتظروني. انتم تحتاجون الى الروح القدس وقوته فأنا احتاجكم شهوداً لي!”

أبعد عينيك عن الأوقات والأزمنة التي جعلها الآب في سلطانه وحده.

حالمـــا سمع التلاميـــذ عن تلقي معمودية قوة سألوا: “يا رب، هل في هذا الوقت ترد الملك لإسرائيل”؟ (أع6:1). فأجاب يسوع بطريقة لا تفتقر الى الوضوح: “ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب في سلطانه” (أع7:1).

فكر ملياً بما يتضمنه سؤالهم من معنى: “هل تقصد يا رب بأنك ستبدأ عملك في تلك الغرفة بنا فقط لتعيد مملكة اسرائيل؟ هل سيقدر لنا ان نكون الأشخاص الذين سيسقطون حكم هيرودس وروما؟ هل نحن الذين سنطهر الأرض ونقيم المملكة ونعيدك ثانية؟

نعلم أن يسوع اضطر للتعامل مع بعض التلاميذ بخصوص توقهم الشديد للزعامة والسلطة. لكني أشتم شيئاً آخر في سؤالهم يتجاوز مجرد تعطشهم للمكانة والسلطة. أحس انه كانت حاجة لديهم لأن يكون لهم دور في قضية مصيرية عظيمة! حاجة لأن يكونوا أشخاصاً متميزين – أن يكونوا الأشخاص المناسبين في الوقت المناسب.

ربما كان التلاميذ يقولون في قلوبهم، “أين مكاننا في برنامجك النبوي؟ إن معرفتنا بأننا في نهاية عهد وأننا على وشك أن نشهد انبلاج فجر جديد ستشكل حافزاً روحياً عظيماً لنا. سنكون في غاية السعادة إذا أخبرتنا عن دورنا وحياتنا وخدمتنا في هذه المرحلة الحاسمة – وكيفية استخدامك لنا في ربط كل شيء!”.

إن نفس هذه الحاجة لأن نكون أشخاصاً يلعبون دوراً مصيراً الى حد ما في التاريخ موجودة في كل واحد منا. لكن رد فعل يسوع كان جاداً: “ليس لكم ان تعرفوا الأزمنة”.

لا يريد يسوع رجال مصير أو بناة ملكوت! إنه يريد شهوداً له فقط! إنه يقول: “ليست المسألة الساعة النبوية أو مسألة مصير عظيم موكل لكم. يجب أن يكون لدي شهود في هذا الجيل!”.

هذا الأمر يبكتني كثيراً. فأنا أريد أن أعرف، مثلي في ذلك مثل كثيرين، أين نقف في هذه اللحظة من برنامج الله النبوي ولماذا تنهار الشيوعية؟ متى سينهار الاقتصاد؟ هل نحن على وشك الدخول في الضيقة العظيمة؟ هل يقوم الله الآن بجمع البقية التقية؟ هل نحن على وشك أن نشهد دينونات يوقعها الله على المدن الفاجرة؟

ثم أسمع يسوع يقول “ليس لكم ان تعرفوا الأزمنة. انتظروا بين يدي الإله امتلئوا بالروح القدس، واحصلوا على قوة الإله وانطلقوا للشهادة!”.

في العهد القديم لم يفعل الإله شيئاً إلا بعد تحذير شعبه اولاً من خلال أنبيائه وهو يقول لنا في العهد الجديد:  ” فان موسى قال للآباء إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكم من إخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به ” (أع22:3).

النبي هو يسوع! وهو يقول: “لا تركزوا أنظاركم على الأوقات والأزمنة، ولا تتركوا الأفكار حول دوركم المصيري يداعب مخيلتكم احصلوا على القوة لتكونوا شهوداً لي في جيلكم الحاضر!”.

أيها القديسون، لقد مات كل أنبياء العهد القديم، ومات بولس والرسل – وليس لدى الإله الآن إلا أنا وانتم لنشهد لقوة المسيح!.

يفترض فينا ان نعيش حالة من التيقظ والانتظار ومصابيحنا مملوءة ومشتعلة في أيدينا يفترض فينا أن نشتاق لظهور المسيح ومجيئه الثاني. يفترض فينا أن نعظ عن قيامته ونحذر من دينوناته التي سيوقعها – لكن أهم شيء وقبل كل شيء يجب ان نكون شهوداً!.

نتردد في الشهادة لمن ينتمون للشعب القديم عن المسيح لأننا نعتقد أن الساعة النبوية المناسبة لم تأت بعد. نسأل أنفسنا، هل أوشكت أزمنة الأمم على الانتهاء؟ هل سيحل الروح القدس على إسرائيل الطبيعي ويزيل البرقع من على عيونهم؟”.

أعرف أن هذا الأمر قد أعاق خدمة الكنيسة وتبشيرها لهم الى حد كبير. نرغب أن نعرف ما اذا كان توقيتنا نبوياً دقيقاً لئلا تضيع “جهودنا” غير أن يسوع يجيب “ليس لكم ان تعرفوا الأزمنة!”.

ليس هناك عائق نبوي، او عائق بسبب قساوة قلوب السامعين للبشارة. ولكن العائق الحقيقي هو أننا نفتقر الى الاستعداد للعمل لم نأخذ لأنفسنا من قوة الإله ما يكفي لتوصيل البشارة للهالكين!

نريد انتعاشاً وانسكابات! نريد أن نبقى في الكنيسة نستنزل مجد الإله علينا! نريد ان نستمع الى مزيد من الوعظ! وهذا أمر جيد – لكن يسوع قال: “سيحل عليكم الروح القدس وستعطون قوة كي تذهبوا وتكونوا شهوداً”

نريد أن نبتهج بحضور الرب المجيد – وسيزداد حضوره كلما طلبناه لكن علينا أن نتذكر ما يفرحه ويفرح السماء: “يكون فرح في السماء بخاطيء واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين باراً لا يحتاجون الى توبة” (لو7:15) يكون فرح قدام ملائكة الإله بخاطيء واحد يتوب” (لو 10:15).

إذا صلينا من أجل إنسكاب عظيم للروح القدس على جسد المسيح، فلا بد أن يؤدي هذا الى خروج مجموعة قوية من الكارزين، ليمجدوا يسوع ويبشروا باسمه للخطاة!

يحتاج المرء الى أكثر من مجرد محبة ليسوع وشفقة على الهالكين ليكون مؤهلاً ان يصبح شاهداً له!.

الذين ذهبوا الى العلية أحبوا يسوع كثيراً. كانوا أشخاصاً شفوقين عطوفين مضحين محبين لكسب النفوس. غير أنهم لم يكونوا مؤهلين بعد الى ان يكونوا شهوداً له!.

لقد تعلموا في مدرسة المسيح. شفوا المرضى وأخرجوا شياطين. قاموا بالمعجزات. وقد رأوا يسوع متسربلاً بمجده الأبدي على الجبل.

كانوا قريبين منه عندما تصبب عرقه دماً. رأوه معلقاً على الصليب ورأوا قبره الفارغ ورأوه مقاماً. أكلوا وتحدثوا معه في جسده الممجد. حتى أنهم رأوه يصعد إلى السماء غير أنهم لم يكونوا بعد مستعدين ان يكونوا شهوداً له!

لماذا لم يستطع بطرس ان يذهب للجماهير الحاشدة في أورشليم ويشهد فوراً لقيامته؟ ألم يشهد ذلك الحدث بأم عينيه؟ ألم يستطيع ان يبشر قائلاً “يسوع حي! وقد صعد الى السماء فتوبوا” ؟

لقد احتاجوا الى قوة الروح القدس التي قلبت كل شيء!

أدلى بطرس بتصريح قوي لرئيس الكهنة اذ قال “ونحن شهود له بهذه الأمور والروح القدس أيضاً الذي أعطاه الإله للذين يطيعونه” (أع32:5).

“فلما سمعوا حنقوا وجعلوا يتشاورون أن يقتلوهم” (أع33:5). وقد تكلم الروح القدس أيضاً من خلال بطرس في يوم الخميس وكل الذين سمعوا “نخسوا في قلوبهم” (أع37:2).

وقد كرز استفانوس الذي امتلأ من الروح القدس للقادة الدينيين: يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان أنتم دائماً تقاومون الروح القدس كما كان آباؤكم كذلك أنتم.. فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه (أع54,51:7).

عندما تطلب الإله وتخرج من محضره ممتلئاً بالروح القدس فإنك تستطيع ان تقف بشجاعة أمام زملائك في العمل أو العائلة – أي شخص – وسيكون لشهادتك أحد ردي فعل، فإما أن يصرخوا قائلين: “ماذا ينبغي أن أفعل لأخلص؟” أو أن يحنقوا بقلوبهم عليك ويرغبون في قتلك.

هناك انتعاش وانسكاب ينسجمان مع كلمة الإله!

اذا بحثت عنهما في مبنى الكنيسة فسيخيب ظنك. لو انك قمت بزيارة العلية بعد عدة ساعات من حلول الروح القدس وهبوب الريح وظهور الألسنة الشبيهة بالنار واهتزاز المكان وأردت أن تختبر شيئاً معجزياً لخاب أملك.

لماذا؟ لأن ريح الروح القدس قذفت بكل الموجودين في العلية الى الشوارع وساحة المحكمة والسوق، وربما سألت، “أين الانتعاش، وأين الريح الخارقة؟ فأنا أريد أن اختبر شيئاً من الاهتزاز الذي سمعت عنه، أهو أشبه بزلزال أرضي خفيف؟ هل أستطع أن أرى ألسنة النار؟ لكن الناس كانوا سيشيرون عليك بالخروج حيث المائة والعشرون شاهداً في الشوارع يبشرون بيسوع بقوة الروح القدس! هناك كان الانتعاش كما هو الحال دائماً! هذا هو الانسكاب أصبحت الريح والنار والروح في الذين يشهدون للمسيح!

اذا ما باركنا الإله وأنعم علينا بيوم خمسين جديد – بوقت إنتعاش من السماء – فسينتشر الخبر، وسيأتي الفضوليون ليسألوا: “أين الإنتعاش؟ ماذا لديكم حتى نراه ونحسه؟ هل يسقط الناس على وجوههم تحت تأثير قوة الإله؟

لن تجده في التسبيح والعبادة! لن تجده في الرقص في الروح القدس أو الانتشاء تحت تأثير الروح. هذه اختبارات رائعة، لكن يمكن تزييفها وتقليدها في الجسد، وقليلون هم الذين يستطيعون ان يميزوا الفرق بينهما اليوم.

اذا كان هناك انسكاب حسب كلمة الإله، فلن تجده داخل الكنيسة! ستضطر للذهاب الى مشاريع الإسكان، المدارس، ومحطات القطار ومواقع العمل والمكاتب والأسواق لرؤيته، ستجده في مخادع الصلاة!.

في مثل هذا النوع من الانسكاب، ستجد بيوتاً عديدة يصوم فيها القديسون ويصلون ويبكون ويصرخون الى الإله من أجل أبنائهم وبناتهم ومن أجل غير المخلصين، ستجد شهوداً يذهبون الى كل مكان يتحدثون علانية بقوة الروح القدس!.

عندما تمتلىء بالروح القدس فإنك تنطلق! هذا هو الإنتعاش! ليس الإنتعاش مشعلة كبيرة واحدة داخل الكنيسة، انه عشرون أو مئتا أو ألفاً مشعلة صغيرة تضرم في مدينتك أو بلدك!

يصبح يسوع نبينا!

“فان موسى قال للآباء إن نبياً مثلي سيقيم لكم الرب إلهكـــم من إخوتكم له تسمعون في كل ما يكلمكم به” (أع22:3) اذا كنت تبحث عن نبي حقيقي في هذه الايام الأخيرة، فسيقودك الروح القدس الى يسوع وحده؟ يخاطب النبي المقام في هذه الأيام الأخيرة من مجده كل من يصرف وقتاً في الإستماع اليه.

يجوب كثير من المؤمنين البلاد بحثاً عن نبي سعياً وراء فتات من البركات أو رؤية. أيها الأحبة، لقد وجدت هذا النبي! انه يقرأ أفكاري ويخبرني بكل ما أحتاج أن أعرفه! إنه يسوع! يقول الكتاب المقدس، “مهما قال لكم فافعلوه”!

هناك تحذير قوي لكل من لا يستمع له: “ويكون أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب”. (أع23:3).

تضيع وتهلك نفوس كثيرة إذ يتحطم إيمانهم وقليلون فقط هم الذين يريدون أن يستمعوا للنبي الحقيقي – فهم يفضلوا أن يطرب آذانهم ويدغدغها أولئك الذين نصبوا انفسهم أنبياء، والذين لا يعدو كونهم قارئي بخت.

على النبـــي الحقيقي ان ينضم الى صموئيل ومن تبعه – ان يبارك الناس “برد كل واحد منكم عن شروره” (أع24:3-26).

لا يسعى الانبياء الحقيقيون لتثبيت كلامهم بالعلامات والآيات والعجائب. ولا يحاولون كسب ثقتك بالأسرار التي يكشفونها. ولكنهم يبينون لك الفرق بين ما هو مقدس وبذيء بردك عن خطاياك. إنهم يسيرون عليك بالرجوع الى يسوع من خلال التوبة!.

تحذير دينونة

قد تتساءل قائلاً: لقد تكلمت كثيراً عن الشهادة لكن ماذا عن التحذيرات من الدينونات القادمة؟”

لقد تكلمت كثيراً عن الحاجة الى أن يقيم الله بقية تقية لتحذير هذا العالم الشرير من الدينونة القادمة. ألا يفترض فينا أن نغزو العالم بالكتب والنشرات محذرين من الانهيار الاقتصادي والقنابل الهيدروجينية والحروب العرقية ونقص الغذاء والكوارث المفاجئة؟

لا! كل تلك الأمور يمكن ان تحدث بل هي ستحدث على الأرجح – لكن ليست هذه هي الدينونة العظمى!

تنتج الدينونة الحقيقية عن رفض يسوع! “كل نفس لا تسمع لذلك النبي تباد من الشعب!” (أع23:3) وتقع نفس هذه الدينونة على المؤمنين المساومين الذين يرفضون سماع صوت يسوع.

عندما يأتي الروح القدس فإنه يخترق القلوب مبكتاً إياها على خطية وعلى بر وعلى دينونة. وهو يقوم بذلك بهذه الطريقة: تقذفنا ريح الروح القدس الى الشارع نكرز عن يسوع المقام ونحذر الناس، “اذا رفضتم الإستماع إلى يسوع والتوبة، فانكم ستهلكون”.

أما الكيفية التي سيجلب فيها الإله هذا الهلاك وهذا الدمار، فأمر منوط به. لكن علينا ان نكرز بها كما فعل يسوع: ” الذي يؤمن به لا يدان، والذي لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم ابن الإله الوحيد وهذه هي الدينونة ان النور قد جاء الى العالم وأحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن اعمالهم كانت شرير” (يو 18:3-19).

الشهود المنطلقون بقوة الروح القدس الذين يظهرون نور يسوع أيضاً يجلبون الدينونة على الذين يرفضون الاستماع ويصرون على التمسك بأعمالهم الشريرة.

أيها الاحبة، هذه هي الدينونة، ولم تتغير على مر العصور، رفض يسوع المسيح. غير أننا عندما ننتبه لصوت نبينا يسوع، ستكون صلاتنا المخلصة أن كثيرين سينتبهون ويستمعون ويتوبون!.

0 0 votes
تقييم المقال
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments